قراءة في كتاب عبدالله محمد عبد المعطي
حفظ القرآن الكريم حلم يراود كل أب وأم، ليس فقط لأنه طريق إلى رضا الله، بل لأنه تربية للنفس، وتزكية للعقل، وصناعة لقادة المستقبل. لكن التحدي الحقيقي لا يكمن في الحفظ فقط، بل في غرس حب القرآن في قلب الطفل، حتى يكون الحفظ نابعًا من الرغبة، لا من الضغط أو التلقين.
هذا ما يتناوله الكاتب عبدالله محمد عبد المعطي في كتابه “20 طريقة تجعل ابنك يحب حفظ القرآن”، بأسلوب مبسط وعملي يجمع بين التربية الإيمانية والفهم النفسي للطفل.
لمحة عن الكاتب
عبدالله محمد عبد المعطي كاتب مهتم بمجال تربية الأطفال وغرس القيم الإسلامية في نفوسهم منذ الصغر، وقدّم من خلال هذا الكتاب دليلاً تربويًا عمليًا للآباء والمربين، يستند إلى الخبرة والملاحظة والاقتراب من واقع البيوت المسلمة.
الفكرة الرئيسية للكتاب
الكتاب لا يتحدث عن تقنيات الحفظ أو خطط التكرار، بل يركز على تهيئة الطفل نفسيًا وعاطفيًا لحب القرآن. فالحب هو مفتاح الالتزام، والارتباط العاطفي هو ما يجعل الطفل يستمر حتى بعد أن يكبر.
أبرز الطرق التي يعرضها الكتاب
1. ابدأ بنفسك أولاً
يركّز الكاتب على أن القدوة هي أول مفاتيح التأثير، فإذا رأى الطفل والديه يقرؤون القرآن بحب، سيقلدهم دون تردد.
2. اجعل القرآن جزءًا من الروتين اليومي
ليس شرطًا أن يكون وقت الحفظ طويلاً، بل الأهم هو الانتظام والبساطة. حتى خمس دقائق يوميًا تصنع فرقًا كبيرًا.
3. اصنع أجواءً محببة أثناء الحفظ
استخدام الألوان، القصص، المكافآت، والأناشيد المتعلقة بالقرآن يجعل التجربة ممتعة.
4. قصّ عليه قصص القرآن ومعانيه
عندما يفهم الطفل ما يحفظه، ويتعلّق بالقصص القرآنية، يتحول الحفظ إلى رحلة مشوّقة.
5. اربطه بالمسجد وبالصحبة الصالحة
المسجد بيئة محفّزة، ورؤية أطفال آخرين يحفظون القرآن يعزّز لديه روح التحدي والمشاركة.
6. شجّعه واحتفل بإنجازاته الصغيرة
كل آية تُحفظ هي إنجاز. والاحتفال بالتقدم يعزّز الدافعية ويصنع الذكريات الجميلة.
7. اجعل القرآن وسيلة للتواصل لا الأوامر
إذا ارتبط القرآن في ذهن الطفل بالصراخ والغضب، سيتحول إلى عبء. لذلك من المهم تقديمه كرسالة حب من الله.
ما الذي يميز هذا الكتاب؟
- لغة سهلة وعميقة في آن واحد
- أمثلة عملية وتطبيقات منزلية
- نظرة نفسية تربوية دقيقة لاحتياجات الطفل
- يناسب جميع المستويات، حتى غير المتخصصين
كتاب “20 طريقة تجعل ابنك يحب حفظ القرآن” ليس مجرد قائمة نصائح، بل هو خارطة طريق لبناء علاقة روحية بين الطفل والقرآن. وهو يقدّم دعوة صادقة للآباء والأمهات: ازرعوا حب القرآن في قلوب أبنائكم، فالحفظ سيأتي تباعًا، أما الحب فسيبقى في القلب ما بقي العمر.
هل هذا الكتاب مناسب لك؟
إذا كنت أماً أو أبًا تتمنى أن يكون ابنك حافظًا لكتاب الله، أو مربٍّ يريد أن يصنع جيلًا قرآنيًا بقلب محب قبل أن يكون بلسان حافظ، فإن هذا الكتاب هو بداية رائعة ومُلهمة لرحلتك.
