يرغب كل أب وأم في أن يكون ابنه مطيعًا، يتقبل التوجيه، ويستجيب للنصائح دون عناد أو صراخ. لكن الطاعة لا تأتي بالقوة، ولا تُفرض بالغضب، بل تُبنى من خلال علاقة صحية تقوم على الحب، والاحترام، والتفاهم. في هذا المقال، نستعرض 10 عادات فعالة تجعل ابنك يطيعك بمحبة واقتناع، لا بخوف أو إجبار.
- ابدأ بالحب قبل التوجيه
كل طفل يحتاج أن يشعر بأنه محبوب أولًا، ثم يُوجَّه ثانيًا. العناق، الكلمات الطيبة، والاهتمام اليومي تقوّي الرابط العاطفي بينك وبين ابنك، وتجعل قلبه مفتوحًا لتقبل كلامك.
- كن قدوة حقيقية له
الطفل لا يتعلّم فقط مما يسمع، بل مما يراه. إن كنت تلتزم بما تقوله، وتحترم الآخرين، وتعامل الناس بلطف، فسيقلّدك تلقائيًا، وستصبح أوامرك أكثر تأثيرًا عليه.
- استخدم أسلوب الحوار لا الأوامر
بدلًا من أن تقول: “افعل هذا الآن!”، جرّب: “ما رأيك أن تنتهي من واجبك الآن ليتبقى وقت للعب؟”
أسلوب الحوار يشعر الطفل بأنه جزء من القرار، لا مجبر عليه، مما يزيد من طاعته لك.
- اختر الوقت المناسب للنصح
لا توجّه ابنك وهو متعب أو غاضب، ولا في وسط انشغاله. انتظر لحظة هدوء، اجلس معه، وانظر في عينيه. التوقيت المناسب يزيد فرص التقبل بنسبة كبيرة.
- احترم مشاعره.. حتى لو كنت لا توافقه
إذا قال لك “لا أريد أن أذهب”، لا تردّ بغضب، بل اسأله: “ما السبب؟”، وأظهر له أنك تفهم مشاعره. الاحترام يولد الاحترام، ويقوّي الثقة بينكما.
- اثبت في قراراتك بلا قسوة
الطاعة لا تعني أن تغير رأيك كل مرة يصرخ فيها الطفل. لكن لا تكن قاسيًا. كن حازمًا بهدوء، واشرح سبب قراراتك. الثبات يجعل الطفل يشعر بالأمان ويقلل من مقاومته.
- امنحه اختيارات محدودة
بدلًا من أن تقول “البس الآن”، قل: “هل تفضل أن تلبس القميص الأزرق أم الأخضر؟”
بهذه الطريقة يشعر بالاستقلالية، وفي الوقت نفسه يفعل ما تريده أنت.
- كافئ السلوك الجيد لا الطاعة العمياء
شجّع ابنك عندما يتصرف بشكل إيجابي، وليس فقط عندما “يسمع الكلام”. قل له: “أنا فخور بك لأنك رتبت سريرك وحدك”، فالسلوك الجيد المتكرر يخلق الطاعة المستمرة.
- تجنّب الصراخ والتهديد
الصراخ يخلق مقاومة داخلية، حتى وإن أطاع الطفل خارجيًا. أما التهديد الدائم فيقتل الثقة، ويجعل العلاقة مليئة بالخوف. حافظ على صوتك هادئًا ورسائلك واضحة.
- ادعُه للتعاون لا للتنفيذ
بدلًا من أن تقول “نظف غرفتك”، قل: “هيا نرتب الغرفة معًا ونسمع بعض الموسيقى”،
المشاركة تخلق جوًا إيجابيًا وتجعل الطفل يشعر بأنه شريك في المسؤولية لا منفذ فقط للأوامر.
خاتمة: الطاعة الحقيقية تُزرع.. ولا تُنتزع
كل طفل يُولد وهو قابل للتوجيه، لكن الطريقة التي يُعامل بها تحدد ما إذا كان سيطيع من قلبه أو يتمرّد بعقله. تذكّر أن هدفك ليس أن يُطيعك خوفًا، بل أن يُحبك ويثق بك ويتّبعك لأنه يحترمك ويشعر بأنك تفهمه وتدعمه.
ابدأ بعادة واحدة من هذه العادات، وستتفاجأ بالتغيير التدريجي في سلوك ابنك، والعلاقة الجديدة التي ستزدهر بينكما.