في الفصل الأول من كتاب “نظام التفاهة”، يتناول المؤلف حديثًا مفصلًا حول المعرفة والتعليم والخبرة في العصر الحديث. يشير إلى أن الجامعات أصبحت في الوقت الحالي علامات تجارية، حيث تسعى الشركات لتمويل مشاريعها الكبرى عبر شراء هذه العلامات، مقابل الحصول على الأختام والتقارير التي تعزز الثقة بمشاريعها وتكسبها صورة إيجابية أمام زبائنها. يوافق المؤلف إينزنسبرجر على هذا الرأي، مشيرًا إلى أن جعل الشعب متعلمًا لا يرتبط بالتنوير، وإنما يعد جزءًا من استراتيجية الرأسمالية لترويض الطبقة العاملة. ويصف الأساتذة الذين يعتمدون على التقنيات التكنولوجية بأنهم غارقون في بلبلة الرموز غير المفهومة، مما يؤثر على مستوى الذكاء العام ويحرم الفكر من استقلاليته.
أما في الفصل الثاني، يتحدث المؤلف عن مرض المال الذي أصبح يخفي كل عيب، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من ثقافتنا الحديثة كطريقة لحساب متوسط القيمة. يشير إلى أن البحث عن المال هو الهدف الأول في الحياة، مما يعني أن الانجذاب إلى المال يعني في الحقيقة الانجذاب إلى لا شيء، وأننا نسعى للوسيلة التي توصلنا للقيمة دون الاهتمام بالقيمة نفسها.
أما في الفصل الثالث، يتحدث المؤلف عن رأس المال الثقافي والفن التخريبي المدعوم، وعن تأثير وسائل الاتصال في نزع الناس عن الواقع. ويصف التلفاز بأنه قوة مسلطة لنزع القيمة الجمعية بين الناس، حيث يعيش المشاهدون في عزلة، ويتفردون في أقفاصهم، ما يمنع التشارك الاجتماعي الحقيقي. كما يناقش المؤلف في هذا الفصل الفن التخريبي كفن صادم يفتقر إلى الذوق ويستفز الجمهور.
أخيرًا، في الفصل الرابع، يتحدث المؤلف عن قطيعة جمعية مع النظام الفاسد، ويدعو إلى إعتاق النفس منه ومحاولة تقويض أسس المؤسسات التافهة الفاسدة. ويناقش تضخم أدوار الشركات العالمية التي تنهب موارد الدول الأخرى، ويؤكد على أهمية تحرير النفس من سلطة الرأسمالية والبحث عن القيم الحقيقية.