You are currently viewing مراجعة كتاب “كيف تضبط سلوكك؟ رحلة للتعرف على بواعث السلوك النفسي”

مراجعة كتاب “كيف تضبط سلوكك؟ رحلة للتعرف على بواعث السلوك النفسي”

تأليف: ناصر صابر عبد الرحمن

هل تساءلت يومًا عن الأسباب الحقيقية وراء تصرفاتك وسلوكياتك اليومية؟ هل حاولت فهم الدوافع النفسية التي تجعلك تتخذ قرارات معينة أو تتفاعل مع مواقف معينة بطريقة دون أخرى؟ في كتابه “كيف تضبط سلوكك؟ رحلة للتعرف على بواعث السلوك النفسي”، يأخذنا الكاتب ناصر صابر عبد الرحمن في رحلة لفهم النفس البشرية، واستكشاف العوامل التي تؤثر على السلوك، وكيفية ضبطه وتوجيهه بشكل إيجابي وأخلاقي.

أهمية الكتاب وهدفه

يهدف هذا الكتاب إلى مساعدة القارئ على فهم ذاته بشكل أعمق، من خلال تحليل بواعث السلوك النفسي، أي الأسباب الحقيقية التي تدفع الإنسان للتصرف بطريقة معينة. يسعى الكاتب إلى تقديم منهجية واضحة تساعد القارئ على التحكم في سلوكياته بدلاً من أن يكون مجرد رد فعل للعوامل الخارجية أو الداخلية.

يركز الكتاب على أهمية الجهاد النفسي، أي قدرة الإنسان على مقاومة رغباته السلبية، وتحفيز ذاته على اتخاذ قرارات تتماشى مع القيم الأخلاقية والمبادئ السامية. وهنا تكمن أهمية ضبط السلوك، فهو ليس مجرد قمع للرغبات، بل هو فن إدارة الذات وتحقيق التوازن بين الدوافع المختلفة.

أهم الأفكار التي تناولها الكتاب

1. فهم الدوافع النفسية وراء السلوك

يشرح الكاتب أن كل سلوك يصدر عن الإنسان له دافع نفسي، سواء كان هذا الدافع واعياً أو غير واعٍ. على سبيل المثال، قد يكون تصرف معين ناتجًا عن:

  • الحاجة إلى التقدير الاجتماعي.
  • الرغبة في تحقيق الذات.
  • الخوف من الفشل أو العقاب.

يوضح الكتاب أن الإنسان إذا لم يفهم هذه الدوافع، فقد يصبح أسيرًا لها، مما يؤدي إلى تصرفات غير متزنة أو غير مدروسة.

2. أهمية ضبط النفس والتوازن النفسي

يناقش الكاتب كيف يمكن للفرد أن يتحكم في سلوكياته وانفعالاته، وذلك من خلال تعزيز الوعي الذاتي، وتقوية الإرادة، وتطوير القدرة على اتخاذ قرارات عقلانية بدلاً من الانسياق وراء العواطف والاندفاعات اللحظية.

3. العلاقة بين السلوك والقيم الأخلاقية

يشير الكتاب إلى أن ضبط السلوك لا يعني فقط التحكم في التصرفات، بل يتعلق أيضًا بتوجيه الدوافع الداخلية نحو الخير. فكلما كانت القيم الأخلاقية حاضرة في حياة الإنسان، كان ضبط سلوكه أسهل وأكثر استدامة.

4. التغيير يبدأ من الداخل

يؤكد الكاتب أن التحكم في السلوك لا يمكن أن يأتي من عوامل خارجية فقط، بل يجب أن يكون نابعًا من قناعة داخلية ورغبة صادقة في التطور الشخصي. لهذا، يشجع القارئ على ممارسة التأمل الذاتي والتفكر في أفعاله وأسبابها، حتى يتمكن من تعديلها بشكل إيجابي.

نقاط القوة في الكتابأسلوب بسيط وسلس: يكتب المؤلف بأسلوب سهل الفهم، مما يجعل الأفكار معروضة بطريقة واضحة ومباشرة.
تناول موضوع حيوي ومهم: يتناول قضية ضبط السلوك، وهي من القضايا التي تهم كل شخص يسعى إلى التطور الذاتي وتحقيق التوازن في حياته.
دمج الجانب النفسي بالأخلاقي: يوازن الكتاب بين علم النفس السلوكي والقيم الأخلاقية، مما يجعله مفيدًا للأشخاص المهتمين بتحسين سلوكياتهم على أسس علمية وروحية.

“كيف تضبط سلوكك؟” هو كتاب مميز لمن يرغب في فهم ذاته بشكل أعمق، وتحقيق توازن نفسي وسلوكي في حياته. إنه رحلة في عالم النفس البشري، يقدم رؤية واضحة حول كيفية توجيه السلوك بناءً على دوافع صحيحة وأخلاق نبيلة. إذا كنت تبحث عن كتاب يساعدك على فهم أسباب تصرفاتك، وتعزيز قدرتك على التحكم في سلوكك بطريقة إيجابية، فإن هذا الكتاب يستحق القراءة بكل تأكيد.