You are currently viewing المزاج السيء: ما السبب وما الحل؟

المزاج السيء: ما السبب وما الحل؟

جميعنا نمر بلحظات من المزاج السيء. أحيانًا دون سبب واضح، نشعر بالضيق أو الانزعاج أو قلة الصبر. المشكلة ليست في الشعور ذاته، بل في استمرار هذا المزاج وتأثيره على علاقاتنا وصحتنا النفسية. لفهمه والتعامل معه، نحتاج أن نعرف: لماذا نشعر هكذا؟ وماذا يمكننا أن نفعل؟

أولًا: ما أسباب المزاج السيء؟

1. تراكم الضغوط دون تفريغ:
العمل، الأسرة، المال، الحياة اليومية… كلها تضغط علينا بصمت. وعندما لا نمنح أنفسنا فرصة للتفريغ، ينفجر كل ذلك في شكل مزاج متقلب أو نوبات غضب.

2. قلة النوم أو التغذية السيئة:
الجسم والعقل مرتبطان. عندما لا يحصل الجسم على راحته أو ما يحتاجه من غذاء، يتأثر كيمياء الدماغ، ونصبح أكثر عرضة للتقلبات المزاجية.

3. التفكير الزائد والقلق:
كثرة التفكير في الماضي أو المستقبل تستهلك الطاقة الذهنية وتغذي مشاعر الإحباط والتوتر.

4. التغيرات الهرمونية:
سواء بسبب الدورة الشهرية، أو تغيرات جسدية، أو حتى نقص بعض الفيتامينات، فإن المزاج قد يتأثر بشكل مباشر.

5. العزلة وقلة التفاعل الاجتماعي:
الوحدة قد تكون مريحة أحيانًا، لكن استمرارها يسحب المزاج للأسفل ببطء.

ثانيًا: كيف نواجه المزاج السيء؟

1. لا تقاومه… افهمه
المزاج السيء رسالة من النفس. بدلًا من تجاهله أو جلد الذات بسببه، اسأل نفسك: ماذا أحتاج الآن؟ راحة؟ نوم؟ فضفضة؟ أحيانًا مجرد الوعي بالمزاج يخفف من تأثيره.

2. تحرك، حتى لو قليلًا
المشي، تغيير المكان، ممارسة أي حركة جسدية تساعد على تحفيز هرمونات السعادة وتقليل التوتر. لا تنتظر أن “تشعر برغبة” في التحرك، افعلها أولًا وستأتي الرغبة لاحقًا.

3. تحدث مع شخص تثق به
كلمة واحدة تخرج قد تفتح طريقًا للراحة. لا تخجل من التعبير، حتى لو بدا لك الأمر بسيطًا أو “غير مهم”.

4. اعتنِ بجسدك
نَم جيدًا، اشرب ماء، كل طعامًا حقيقيًا. هذه أبسط وسائل تعديل المزاج وأكثرها فعالية.

5. قلّل من المحفزات السلبية
تصفح الأخبار السيئة، مواقع التواصل، المقارنات… كل هذا يغذي المزاج السيء دون أن ننتبه. امنح نفسك استراحة من هذه المؤثرات.

المزاج السيء طبيعي، لكنه ليس قدرًا محتومًا. حين نمنحه انتباهنا بدلًا من تجاهله أو محاربته، نكتشف أن خلفه احتياجات غير ملباة. توازننا النفسي يبدأ من الإنصات الصادق لأنفسنا، ومن اتخاذ خطوات صغيرة لكن ثابتة نحو الراحة والوضوح.