You are currently viewing أهمية التقدير العلني لأفراد الأسرة لبناء علاقات أقوى

أهمية التقدير العلني لأفراد الأسرة لبناء علاقات أقوى

في زحمة الحياة وضغوطها، قد نغفل أحيانًا عن أبسط الأفعال التي تصنع الفارق في العلاقات الأسرية، مثل التقدير العلني. قد لا يبدو مدح الأب لابنه أمام العائلة أو شكر الزوج لزوجته على مائدة الطعام شيئًا كبيرًا، لكنه في الحقيقة يبني جسورًا متينة من الحب والانتماء يصعب أن تتزعزع مع مرور الزمن.

في هذا المقال، سنستعرض أهمية التقدير العلني في الأسرة، ولماذا يعتبر من أقوى الأدوات لبناء علاقات صحية ومستقرة داخل البيت، وكيفية ممارسته بذكاء دون مبالغة.

ما هو التقدير العلني داخل الأسرة؟

التقدير العلني هو الاعتراف الإيجابي الصريح بجهود أو صفات أو تصرفات أحد أفراد الأسرة، أمام الآخرين — سواء أمام الأبناء، أو على مائدة العشاء، أو حتى عبر رسالة جماعية أو منشور على مواقع التواصل.
بعبارة أخرى، هو أن تقول: “أنا أقدّرك… وأريد للجميع أن يعلم ذلك.”

لماذا التقدير العلني مهم للعلاقات الأسرية؟

1. يعزز الشعور بالانتماء

عندما يُقدَّر الطفل أو الشريك أو أي فرد من الأسرة علنًا، فإنه يشعر بأنه جزء مهم من هذا الكيان. هذا يعزز لديه الإحساس بالقبول والانتماء، وهو من الحاجات النفسية الأساسية لأي إنسان.

تخيل أن تقول لابنك أمام الجميع: “أنا فخور بك لأنك نظّفت غرفتك دون أن أطلب”، كم سيؤثر ذلك عليه؟ سيشعر أنه مرئي، مقدَّر، وله قيمة.

2. ينمّي الثقة بالنفس

عندما يسمع الفرد كلمات التقدير أمام الآخرين، يشعر بثقة أكبر في قدراته ومواهبه. وهذا مفيد جدًا خصوصًا للأطفال والمراهقين الذين هم في مرحلة بناء شخصيتهم.

التقدير العلني يعزز الشعور بالإنجاز، ويدفعهم لتكرار السلوك الإيجابي مرة بعد أخرى.

3. ينشر طاقة إيجابية داخل الأسرة

في الأجواء التي يسودها التقدير والاعتراف، تنتشر الطاقة الإيجابية، وتقل النزاعات، ويصبح التواصل بين أفراد العائلة أكثر سلاسة. الناس يميلون لتقديم الأفضل عندما يشعرون بأن جهودهم لا تمر مرور الكرام.

4. يعلم الأطفال أهمية الاعتراف بمجهود الآخرين

عندما يرى الأبناء والديهم يقدّرون بعضهم البعض علنًا، فإنهم يتعلمون قيمة الامتنان والتشجيع، ويقلّدون ذلك في تعاملاتهم مع أصدقائهم وإخوتهم.

5. يبني علاقات زوجية أقوى

التقدير العلني بين الزوجين يقوّي العلاقة ويعزز الاحترام المتبادل. أن تقول لزوجتك أمام الأبناء: “شكرًا لأنك تحمّلت كل هذه المهام اليوم”، له وقع كبير في القلب، ويشعرها بأنها غير مُهمَلة.

كيف تمارس التقدير العلني بذكاء؟

✔️ كن صادقًا:

اختر أمورًا حقيقية تستحق التقدير. لا تمدح فقط من أجل المدح، بل ركّز على صفات أو أفعال واقعية.

✔️ اختر التوقيت المناسب:

أمام العائلة خلال وجبة، في مناسبة خاصة، أو أثناء جلسة عائلية. لا تفعل ذلك وقت الغضب أو التوتر.

✔️ لا تبالغ:

الهدف هو التحفيز، لا صناعة نرجسيين. كن معتدلًا في كلماتك لتظل التقديرات صادقة ومؤثرة.

✔️ شجّع الجميع على التقدير:

يمكنك اقتراح عادة أسبوعية تسمى “دقيقة الامتنان”، حيث يذكر كل فرد شيئًا يقدّره في فرد آخر من العائلة.

أمثلة واقعية على التقدير العلني

  • “أريد أن أشكر مريم لأنها رتبت مائدة الطعام اليوم دون أن أطلب منها.”
  • “أنا فخور بأحمد لأنه نجح في تجاوز صعوباته الدراسية هذا الأسبوع.”
  • “شكرًا لزوجتي لأنها دعمتني اليوم، واهتمت بكل شيء أثناء غيابي.”

التقدير العلني… عادة صغيرة بتأثير عميق

في النهاية، التقدير العلني ليس كلمات تُقال فقط، بل هو رسالة عميقة تقول: “أنت مهم… أنا أراك… وأنا ممتن لوجودك.”

إذا كنت تريد علاقة أسرية متماسكة، محبة، ومستقرة، اجعل التقدير العلني جزءًا من ثقافة منزلك. فالعلاقات لا تبنى بالحب فقط، بل بالاحترام والتقدير والاعتراف.