You are currently viewing طفلك من الثانية إلى العاشرة.. توجيهات تربوية تضيء طريق التربية الواعية

طفلك من الثانية إلى العاشرة.. توجيهات تربوية تضيء طريق التربية الواعية

في عالمٍ تتسارع فيه التغيرات وتزداد فيه التحديات التربوية، يأتي كتاب “طفلك من الثانية إلى العاشرة.. توجيهات تربوية” كدليل عملي ثمين لكل أب وأم يسعيان لتنشئة طفل متوازن نفسيًا، واثق بذاته، مستعد لمواجهة الحياة.

هذا الكتاب، الذي خطّه المستشار التربوي هاني بن علي آل عبد القادر، يفتح نافذة واسعة على مراحل نمو الطفل من عمر السنتين حتى العاشرة، مستعرضًا الخصائص النفسية والسلوكية لكل مرحلة، ويقدّم نصائح واقعية قائمة على أسس علمية وتجربة ميدانية.

لماذا هذا الكتاب مهم لكل والدين؟

التعامل مع الأطفال ليس مهمة سهلة، بل هو فن يحتاج إلى فهم عميق لطبيعة كل مرحلة عمرية يمر بها الطفل. ففي هذه السنوات الأولى، تتشكل شخصية الطفل، وتتكون عاداته، وتُبنى نظرته إلى نفسه والعالم من حوله.

يتميّز الكتاب بأنه لا يقدّم وصفات جامدة، بل يرشد الوالدين إلى كيفية الإصغاء، والملاحظة، والتفاعل مع طفلهما بطريقة تشجّعه على التطور والنمو بثقة وسلام داخلي.

نظرة على بعض مراحل الكتاب

✳️ العام الثاني:

يبدأ الطفل في هذه المرحلة باكتشاف العالم من حوله عبر الحركة والتجربة. يشجّع المؤلف الأهل على منح الطفل مساحة آمنة للاستكشاف وتوفير ألعاب تنمّي الحواس والمهارات الحركية. كما يشير إلى أهمية تجاهل بعض السلوكيات السلبية الطبيعية (مثل الشغب) وعدم المبالغة في التوجيه.

✳️ العام الثالث:

يزداد نمو الطفل اللغوي ويظهر فضوله بشكل أكبر، لكنه قد يعاني من التأتأة نتيجة تسارع مفرداته. وهنا ينصح الكاتب بعدم تصحيح الطفل باستمرار، بل بالصبر والدعم، مما يعزز ثقته بنفسه.

✳️ الأعوام 4 إلى 6:

تتطوّر قدرة الطفل على الخيال واللعب الرمزي، ويبدأ في تقليد الكبار. يشير الكتاب إلى أهمية تعزيز استقلاليته بطريقة ذكية، ومنحه فرصًا للتعبير عن مشاعره ومخاوفه. كما يتناول كيف يمكن للوالدين التحدث معه بصدق دون إخافته أو إحباطه.

✳️ الأعوام 7 إلى 10:

يبدأ الطفل بالدخول في علاقات اجتماعية أوسع، ويهتم برأي الآخرين، وقد يشعر أحيانًا بالقلق أو الغيرة أو الإحباط. يقدّم المؤلف في هذا الجزء نصائح رائعة حول كيفيّة تعزيز شعور الطفل بالقبول والانتماء، وكيفية بناء قاعدة متينة من الثقة قبل مرحلة المراهقة.

من أبرز التوجيهات التربوية في الكتاب:

  • تكييف التربية حسب كل مرحلة عمرية وعدم التعامل مع الطفل وكأنه نسخة مصغّرة من البالغين.
  • إدراك أن اللعب ليس مضيعة للوقت، بل هو وسيلة الطفل لفهم العالم وبناء شخصيته.
  • تشجيع الاستقلالية دون إفراط في الحماية، مما يعلّم الطفل الاعتماد على نفسه.
  • الحوار الدائم مع الطفل حتى في عمر صغير، لأنه يحتاج إلى من يصغي له ويفهمه.
  • زرع القيم والسلوكيات من خلال القدوة الحسنة وليس فقط الأوامر والتوجيهات.

يُعتبر كتاب “طفلك من الثانية إلى العاشرة” مرجعًا تربويًا سهل القراءة، غنيًا بالتطبيقات العملية التي يمكن لكل أم وأب الاستفادة منها. إنه يعلّمنا أن التربية ليست مجرد قواعد تُلقّن، بل علاقة تُبنى بالحب، والفهم، والاحترام المتبادل.

إذا كنت تبحث عن تربية ذكية، هادئة، مبنية على وعي وفهم حقيقي لاحتياجات طفلك في كل مرحلة، فإن هذا الكتاب هو بداية الطريق.

هل سبق لك قراءة هذا الكتاب؟ شاركنا رأيك وتجربتك في التعليقات، ولا تنسَ مشاركة المقال مع من يهمّه الأمر ❤️