إدمان الأطفال للهواتف الذكية أصبح واقعًا لا يمكن تجاهله. الشاشات تسرق وقتهم، انتباههم، ونموهم الطبيعي. كثير من الأهل يشعرون بالعجز، لكن الحقيقة أن هناك خطوات واقعية يمكن اتخاذها لإنقاذ الأطفال من هذا الإدمان، دون صراخ أو تهديد، ودون حرمان كامل يقود إلى عناد.
1. كن قدوة أولًا
لا يمكنك أن تطلب من ابنك ترك الهاتف وأنت تمسك به طوال الوقت. الطفل يتعلم من الفعل، لا من الكلام. قلل من استخدامك للهاتف أمامه، وخصص وقتًا خاليًا من الشاشات في المنزل، مثل وقت الطعام أو قبل النوم.
2. ضع قواعد واضحة وثابتة
الأطفال يحتاجون إلى حدود. اتفق معهم على أوقات استخدام الهاتف، مثل ساعة واحدة بعد الانتهاء من الواجبات. الأهم أن تكون القواعد واضحة ومُطبقة على الجميع في البيت. لا استثناءات وقت الغضب أو لتجنب الإزعاج.
3. وفّر بدائل جذابة
لا يكفي أن تمنع الهاتف، بل يجب أن تملأ الفراغ. سجّل الطفل في نشاط رياضي، أو اشترِ له ألعابًا تفاعلية، أو خصص وقتًا للعب الجماعي كعائلة. الطفل لا يهرب للهاتف لأنه يحب الشاشة، بل لأنه لا يجد شيئًا أكثر إثارة منها.
4. شاركهم في عالمهم الرقمي
بدلًا من مهاجمة ما يشاهدونه، ادخل عالمهم. اسألهم: ما اللعبة التي يحبونها؟ ما الفيديو الذي أضحكهم؟ هذا يفتح باب الحوار ويمنحك سلطة توجيه ناعمة، دون أن تبدو كخصم.
5. استخدم أدوات التحكم الرقمي
هناك تطبيقات تساعد الأهل على ضبط وقت استخدام الأجهزة، مثل “Google Family Link” أو “Screen Time”. هذه الأدوات ليست للتجسس، بل لتنظيم الاستخدام بطريقة ذكية ومرنة.
6. تكلم معهم بصدق، لا بخوف
اشرح للطفل ما الذي يفعله الإدمان بالدماغ، وبالنوم، وبالصحة النفسية. لا تقل له “الهاتف يدمر حياتك” وكفى، بل اجعله يفهم ويشاركك القلق. الوعي أداة قوية للتغيير، حتى عند الأطفال.
7. التدريج وليس الحرمان
سحب الهاتف فجأة سيخلق أزمة. الأفضل تقليل الوقت تدريجيًا، مع ربطه بمكافآت واقعية. مثلًا: “إذا أنهيت واجباتك وقرأت قصة، لديك 30 دقيقة ألعاب”.
الوقاية من إدمان الهاتف لا تعني العودة إلى العصور الحجرية، بل تعني تربية متوازنة. أطفالنا يحتاجون إلى من يقودهم، لا من يصرخ عليهم. الهاتف أداة، ويمكن أن يكون مفيدًا أو مضرًا حسب الطريقة التي يُستخدم بها. دور الأهل هو أن يعيدوا السيطرة، بالحكمة والحنان، قبل أن تفلت الأمور من أيديهم.