You are currently viewing التعامل مع الأشخاص السلبيين دون أن تفقد طاقتك

التعامل مع الأشخاص السلبيين دون أن تفقد طاقتك

كلنا نصادف في حياتنا اليومية أشخاصًا سلبيين، يشتكون باستمرار، يرون الجانب المظلم من كل شيء، ويغرقون من حولهم في طاقة سلبية قد تُنهك النفس وتُطفئ الحماس. سواء كان هؤلاء أفرادًا من العائلة، زملاء في العمل، أو أصدقاء قدامى، فإن التعامل معهم بشكل متكرر قد يستنزف طاقتك العاطفية والعقلية. فكيف يمكنك أن تتعامل مع الشخص السلبي دون أن تفقد هدوءك أو حماسك أو نظرتك الإيجابية للحياة؟

في هذا المقال، نستعرض أهم الاستراتيجيات العملية للتعامل مع الأشخاص السلبيين دون أن تسمح لطاقتهم أن تُطفئ طاقتك.

من هو الشخص السلبي؟

الشخص السلبي ليس بالضرورة شخصًا سيئًا، لكنه غالبًا يحمل نظرة تشاؤمية تجاه الحياة. من أبرز صفاته:

التذمر المستمر دون رغبة حقيقية في التغيير.

التركيز على السلبيات وتجاهل الإيجابيات.

نشر الإحباط في أي نقاش.

التقليل من جهود الآخرين أو التشكيك في نجاحاتهم.

الشكوى من كل شيء دون تقديم حلول.

قد لا يكون هذا الشخص مدركًا لتأثيره السلبي على من حوله، لكنه مع الوقت قد يصبح مصدر توتر وسحب للطاقة.

لماذا يؤثر الشخص السلبي على طاقتنا؟

الطاقة النفسية مثل الوقود: ما تستهلكه في اليوم يجب أن يُعوَّض، وإلا ستشعر بالإرهاق. الأشخاص السلبيون يُرهقون الآخرين لأسباب عدة:

نبرة الشكوى المتكررة تخلق حالة ذهنية من الضغط والتوتر.

نقل المشاعر السلبية مثل الخوف أو الغضب أو اليأس ينتقل بسهولة إلينا، خاصة إذا كنا متعاطفين بطبيعتنا.

إعاقة التفكير الإيجابي وتشويش القدرة على التركيز.

لكن الخبر الجيد هو أنه يمكنك التفاعل معهم دون أن تخسر طاقتك.

استراتيجيات ذكية للتعامل مع الأشخاص السلبيين

  1. اضبط حدودك بوضوح

أكثر ما يحميك من الاستنزاف هو أن تضع حدودًا صحية في التعامل:

لا تسمح لهم بإطالة النقاشات السلبية.

لا تتورط في الشكوى معهم أو محاولة “حل مشكلاتهم” باستمرار.

قل “لا” عندما تشعر بأن وجودهم يؤثر على مزاجك.

  1. لا تحاول تغييرهم بالقوة

الوقوع في فخ محاولة “إصلاح الشخص السلبي” هو أول طريق لفقد طاقتك. بدلًا من ذلك:

ركّز على نفسك لا عليه.

قدم الدعم فقط عندما يُطلب منك وبحدود.

تذكر أن التغيير قرار شخصي، لا يمكن فرضه.

  1. تعلم فن الحضور الواعي (Mindful Presence)

عندما يتحدث شخص سلبي، لا داعي للاندماج العاطفي. درّب نفسك على:

الإصغاء دون امتصاص المشاعر.

مراقبة حديثه كأنك تشاهد فيلمًا دون أن تتأثر.

الحفاظ على تنفسك هادئًا ومركزك الداخلي ثابتًا.

  1. وجه الحديث بلطف نحو الإيجابية

إذا كان الشخص يميل للشكوى، جرّب توجيه الحوار إلى زاوية بنّاءة:

“ما الحل الذي فكرت فيه؟”

“هل هناك شيء إيجابي حصل هذا الأسبوع؟”

“ما الذي يمكننا فعله لتغيير هذا الواقع؟”

قد لا يتغير أسلوبه، لكنه سيتعلم أن الشكوى وحدها لن تلقى تجاوبًا.

  1. احمِ نفسك نفسيًا وطاقيًا

مارس التأمل أو الصلاة لتصفية ذهنك بعد اللقاءات السلبية.

اخرج للمشي أو مارس نشاطًا تحبه لتفريغ الشحنة السلبية.

أحط نفسك بأشخاص إيجابيين ينعشون طاقتك.

  1. اختر متى وأين تتفاعل

إذا كنت مُجبرًا على التعامل مع هذا الشخص (كزميل عمل أو قريب)، فلا مانع من تقليص وقت التفاعل:

تحدث في أماكن عامة لا تسمح بالانغماس الطويل.

حدد أوقاتًا قصيرة للقاء أو المكالمة.

اجعل تواصلك محصورًا في الأمور الضرورية إن لزم الأمر.

متى يجب أن تبتعد؟

في بعض الحالات، قد تكون أفضل وسيلة لحماية طاقتك هي الابتعاد التام، خاصة إذا كان الشخص السلبي يؤثر على صحتك النفسية أو يمنعك من التطور. لا يعني ذلك قطيعة قاسية، بل قد يكون مجرد تقليل الارتباط أو خلق مسافة كافية لحماية نفسك.

طاقتك ثمينة… لا تهدرها

التعامل مع الأشخاص السلبيين لا يعني أن تكون قاسيًا أو أنانيًا، بل أن تكون واعيًا. فكما تُغلق نوافذ بيتك في العاصفة، من حقك أن تحمي عقلك وقلبك من رياح السلبية. تذكّر أن الإيجابية لا تعني الإنكار، بل تعني اختيار ما تُغذّي به نفسك. عش بلطف… لكن بحزم.