فشل التعليم في الدول العربية هو موضوع معقد يتأثر بعوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية. الشيء الذي يؤثر بشكل كبير على أجيال متعاقبة في هذه الدول، حيث أصبح التعليم ينتج شبابا فاقدا للبوصلة على عدة أصعدة، انعدام فرص الشغل، تكوين بدون أهداف بالاضافة الى الاعتماد على الكم عوض الكيف.
يمكن أن نعزو أسباب هذا الفشل إلى عدة عوامل، ومن أبرزها:
1. نقص التمويل وسوء التخطيط:
تواجه العديد من الدول العربية تحديات كبيرة في توفير التمويل الكافي لقطاع التعليم. يتمثل النقص في التمويل في ضعف الاستثمارات في التعليم وعدم توجيه الاموال بشكل فعال لتطوير البنية التحتية وتحديث المناهج وتدريب المعلمين. فموازنات غالبية الدول العربية لا تولي أهمية كبيرة لقطاع التعليم، وتلتهم قطاعات أخرى أغلب الميزانية، زد على ذلك فساد بعض المسؤولين واهتمامهم بمصلحتهم الشخصية عوض المصلحة العامة، بالاضافة الى غياب رؤية بعيدة المدى، فكل مسؤول يأتي لا يكمل ما بدأه سابقه، بل يبدأ من جديد فتضيع أموال كبيرة بدون هدف…
2. ضعف البنية التحتية التعليمية:
تعاني العديد من المدارس في الدول العربية من نقص في البنية التحتية التعليمية، مثل الفصول الدراسية المزدحمة، ونقص المعدات والموارد التعليمية الحديثة، وهذا يؤثر سلباً على جودة التعليم وتجربة الطلاب في المدرسة. فكما قلنا أن نقص الميزانية يؤثر على تحسين جودة التعليم، فتجد مدارس بشكل مهتريء ولا تنتمي لهذا العصر، ولأنها تمثل البيئة الحاضنة للأساتذة والمتعليمن فان المردودية تكون ضعيفة…
3. نقص الكفاءات الأكاديمية والتدريب المهني:
يواجه العديد من النظم التعليمية في الدول العربية نقصًا في الكفاءات الأكاديمية والمعلمين المدربين بشكل جيد. كما تعاني معظم المدارس من نقص في التدريب المهني والتطوير المستمر للمعلمين، مما يؤثر سلباً على جودة التعليم المقدم. وهذا راجع أيضا لانعدام الرؤية لدى غالبية الدول العربية، بحيث تغيب الكفاءة ولا يخضع القطاع لرقابة صارمة، بل تكون رقابة شكلية، الشيء الذي أدى بتهاون كبير لبعض العاملين في القطاع …
4. التفاوت في الجودة بين المدارس:
تواجه العديد من الدول العربية تحديات في توفير التعليم بشكل متساوٍ في جميع مناطق البلاد. يعاني الطلاب في المناطق الريفية والمحرومة من نوعية التعليم التي يحصل عليها الطلاب في المدن الكبيرة والأغنى. بالاضافة الى ما سبق تعاني المناطق النائية من مشاكل جمة، أول صعوبة المسالك للوصول الى المدرسة، ظروف غير جيدة للتعليم، سواء للمعلم أو المتعلم، انعدام وسائل تعليمية في تلك المناطق وغياب الرقابة…
5. التحديات الثقافية والاجتماعية:
تواجه الدول العربية تحديات ثقافية واجتماعية تؤثر على عملية التعليم، مثل تقدير المجتمع للتعليم ودور المرأة في المجتمع والتحديات التي تواجه التمدرس للفئات الأقل حظًا. زد على ذلك أن التعليم لم تبق له تلك المكانة الاجتماعية ولحامله داخل مجتمع مادي أصبح يقدر المال على العلم، حيث أدت الثورة التكنولوجية الى ظهور طرق ربح المال بشكل أيسر وبدون أي مستوى تعليمي، الشيء الذي أدى الى التخلي عن فكرة التعليم لعدم جدواه في نظر البعض…
6. الانعكاسات السياسية والاقتصادية:
تواجه الدول العربية أيضًا تحديات سياسية واقتصادية تؤثر على التعليم، مثل النزاعات المسلحة والاضطرابات السياسية والتحولات الاقتصادية، وهذا يؤدي إلى عدم استقرار النظام التعليمي وتدهور جودة التعليم. وهذا مشكل يطول شرحه، ولكنه مرتبط بما سبق، فكما قلنا هناك بعض الدول تولي أهمية قصوى للتسلح عوص التسلح بالعلم فتضيع أموال طائلة على أسلحة لا تستعمل بل تضل مخزنة الى أن تتقادم…
فشل التعليم في الدول العربية هو مشكلة معقدة تتأثر بعدة عوامل. من أجل تحسين الوضع التعليمي، يجب اتخاذ إجراءات شاملة تشمل توجيه الاستثمارات اللازمة، وتطوير البنية التحتية التعليمية، وتطوير الكفاءات الأكاديمية، وتعزيز التوازن في الجودة بين المدارس، ومعالجة التحديات الثقافية والاجتماعية، وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.